قبل عدة أيام من الآن مررت بظرف عصيب كاد أن يشلّ تفكيري ويحيل أيامي إلى مآتم ، فوجئت بخبر هد قواي وشل عقلي تماما ، لم أعد أحتمل التفكير ، لحظة يأس يمر بها المرء ، مهما يكن من الإيمان في قلب المؤمن فإن لحظة اليأس أحيانا تغلب جانب الصبر " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء "
ولست مبالغا أبدا إن قلت أنها كانت من أشد الحالات التي مررت بها خلال ثمانية واربعون عاما بعدما استرجعت كل مواقف الحزن والفرح التي مرت بي ، أردت حينها أن أتخذ قرارا صارما لا رجعة فيه لكنني أدركت أنه في حالة اليأس لا بد من التروي والصبر ، فقررت أن أخرج لزيارة بعض المناطق البعيدة من المنطقة التي أقطنها وخاصة المناطق التي تنعم بالهدوء والاجواء الخالية من الضجيج ( ومنها المقابر ) وأختلي فيها بنفسي حتى أسترجع قواي العقلية وأدبر أمري وأعيد ترتيب أوراقي ، فاخترت منطقة هادئة ومكثت فيها يوما ، ومن ثم انتقلت لمنطقة أخرى ومكثت فيها يوما ، وبدأت أسترجع قواي النفسية والعقلية ورسمت جدولا جديدا لمستقبلي ، وعلمت يقينا أن الله يمحص عباده تمحيصا ليعلم الصابر المؤمن من غيره ، وأن بعد كل محنة منحة ، وهذه المنحة تحتاج لصبر ولو طال حتى تأتي فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس وإن بعد العسر يسرا ومهما اشتد ظلام الليل فالفجر حتما سينبثق مرسلا أشعة الحياة من جديد وإشراقة تنبئ بناموس جديد في الحياة ...فكن متفائلا دوما واصبر فإن الله مع الصابرين..
أعزتي : مررت بمراحل ضعف وحزن ويأس ، وبما أن ظرف اليأس استثنائي في حياتنا وأكثر ما نحتاجه في تلك اللحظة هو تحكيم العقل وتقليب الذهن بحسن التدبير ، فإنه لا بد من اتخاذ إجراءات تخفف عنه مصيبتنا وتهون علينا الخطب ،،
سؤالي هل اختلاء المرء لنفسه في وقت أزماته سيجديه لاستعادة نشاطه وعقله وترتيب أوراقه؟؟ شخصيا أنهج هذه النهج واشعر أنني أجني منه فوائد جمة ولله الحمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق