رحمك الله يا غالي ...

الذكرة السنوية الثانية عشر لرحيل شهيد البحر ""  عماد  ""


سلام من الله عليك يا " عماد" ما أدجل الليل وما طلع النهار.سلام عليك يا أعز الناس وأغلاهم، سلام عليك ورحمة من لدنه وبعد،لا أصعب على النفس وأوجع للقلب من أن نكتب عمّن نعشق فأكاد أقسم أن ذكرى الموتى تذيب القلب بكل ما فيه والحنين إليهم موت آخر.فأنت تسكن كل حديث ... وتعتلي كل الحروف وتحتل كل الكلمات . "" اثنا عشر عام "" طوال مروا على رحيلك يا حبيبي، تجرعنا  فيه مّر الفراق وعلقم الفقد واكتوة قلوبنا بجمر الرحيل، حزنا عليك كثيراً حتى اشتكى من حزننا الحزن، في حيرة كيف سنروض أنفسنا على نسيان طلتك البهية وطفولتك وصوتك الذي يفيض رجولة وعطفًا، وقلبك الذي ينبض بالدفء والحنان.فالمحبة لا تعرف عمقها إلا ساعة الفراق، وثمة خسارة كبيرة إلى حد... لا خسارة بعدها تستحق الحزن.حبيبي مكانك الفارغ لم ولن يملؤه احد ... وغيابك فاق كل حضورهم فأنت شخص يصعب ترجمته.كم أتمنى أن أرجع للوراء لأعانق أحباباً لم يخبروني بموعد رحيلهم، رحم الله ضحكات لا تنسى وملامح لا تغيب .رحم الله ارواحاً لا تعوض ولا تولد مرة أخرىفقد رحلت عنا ولم ترحل محبتك في قلوبنا .صدى رحيلك قد تردد بشديد الأسى واللوعة وحجم جنازتك وتعزيتك قد دلت على علو شأنك ومكانتك ومواساة الأحبة الكثر وقلوبهم المكلومه في مصابنا الأليم ووقفتهم معنا، كان له أطيب الأثر بإحالة كل الأسى إلى صبر جميل فمآثرك حيه وباقية وأن غيّبك الموت جسداً لا روحاً.فالإنسان البريء والمحب و الصادق لو رحل تبقى ذكراه للأبد والذكرى العطرة تدوم حتى لو رحل الجسد ولكن بعض الوجوه وفي مقدمتهم " عماد  "حين ترحل تأخذ معك... الحــــــــــياة. وستبقى روحك جزءاً من قلوبنا وعقولنا وعيوننا فكل الكلمات لا تكفي بذكرها عن حياتك التي كانت شعله ونبته باسقة يتفيأ بها الجميع .لا نجد خيراً من الدعاء إلى الباري عزوجل أن يتغمدك بواسع رحمته ورضوانه. أنت وجميع المسلمين والمؤمنين ...
اللهم نور مرقدهم ... وعطر مشهدهم ... وطيب مرجعهم.  وأنس وحشتهم ... وأعتق رقابهم من النار ... اللهم آمين.وسنظل نسقي قبرك نهراً من الدعاء حباً وفقداً وشوقاً. فوق سطور الغياب، تصرخ الحروف وجعاً ... عودوا الينا. أيها الأحــــبة تـــحت الأرض عودوا فإن النـــاس فــــــوق الأرض ماتوا.

عمك المحب دوما / أبو انس
عمان : 12/09/2015