إلى أمي ...

الذكرى السنوية السادسة لوفاتها 
إلى الإنسانة التي وقـَفَت بجانبي في أزماتي ...إلى  من أحسَّ بأَلَمي ... 
إلى التي شاركتني أفراحي ... وأحزاني ...وربتني في صغري ...
وعلمتني ... وأحاطتني بحنانها ... والتي دائماً .. وأبدا أجدها بجانبي في أزماتي
.. إلى أغلى من عرفها قلبي  وضحَّت من اجلي بالكثير ... وعانت من اجلي الكثير علمتني معنى الحب ... علمتني معنى العطف ... علمتني كيف الحب أجدها دائماً ... وهي توجهني في حياتي ... أصبحتُ قوياً بها ... أصبحتُ إنساناً بسببها ... !!!ولا أستطيع أن أوفى ولو بالبسيط من تضحياتها ... ولو أرادوا آنذاك أن يأخذوا عمري لأجلها بدلاً من رحيلها ، لأعـطـيتهم إياه ..أحببتها بكل الحب الذي في الأرض ...وكل نسمة هـواء في السماء.. لقد فقدتُها ... نعم  فقدتُها ... رَحَلَتْ دُونَ أَنْ تَقَوُّلَ شيء ... لن أنساكِ … وَلَمْ أَنســا دَمْــعَ عينـــاكِ .. وَلَمْ أَنسا حضنكِ الدافئ .. وَقَهْوَةٌ كُنْتِ سَكَبتها لِي فِي الصَّبَاحِ .لمْ أُزِلُ شَقِيَا .. لِتُوَبِّخِينَي ... فأنهُ لَمْ يدفئُني حِضْنُ الْأرْضِ … وَلَمْ أَشْعُرُ بحنان فِي دَنِيتِي … وَلَمْ يسكِنُ دَاخِلُ عِينَاي .. غير صورتك … فَتِلْكَ يداكِ .. كَانَ الْمَاءُ يَهْرُسُهَا مِنْ غُسْلِ أَمتعتي  فَعَوِدِي لِكَيْ أُقْبِلُهَا …. وَعوِدِي نكلمُ الليلَ .. فِي ذَكَرَى أَبِـــي الرَّاحِلَ ... الذي يسكن بجانبكِ فعَوِدِي نَقْتُـــلُ الْحُزْنَ .. الَّذِي كان لَمْ يفارِقُك عودِيِ إلينا .. فَمنْ غيرُكِ يُزِيلُ الهمَ .. وَالْيَأْسَ عَنْ وجُهي … وَيَقْتُلُ ذلِكَ الْحُزْنَأَيَا أُمَّي ..لَوْ بَحَثْتُ بَيْنَ نِساءِ الْأرْضِ .. فَلَنْ أَجِدُ لكِ مُثلا .. وَلَنْ أَجِدُ لَكِ شَبهَا .. وَلَنْ أَجِدُ مثلَ حضنُكِ دفِئَا ... لَيْسَ هَذَا إلّا .. لأُمِّي . فَكَيْفَ لَا أَحِنُ إِلَيكِ .. وَأَنْتِ جَبَلٌ مِنَ الحُبِ … وَمِعْطَفٌ يَقِي .. بَرْدَ الْعَيْشِ وَجنةٌ .. تَأْتِي منْ أرضائك يا أُمِّيِ …فدعيني أتذكَرُكِ الْيَوْمَ … وَأنادي عَلَيكِ .. لعلَكِ تَأْتِي وَأَنَا أُعْلَمُ أنكِ .. لَنْ تَأْتِي فدعيني أتذكَرُكِ الْيَوْمَ …وَأنادي عَلَيكِ .. لعلَكِ تَأْتِي وَأَنَا أُعْلَمُ أنكِ .. لَنْ تَأْتِي .كم أبكيتني ... نعم يا آُماه ... لقد أبكيتني ... وما زلتُ أبكيكِ ... وسأبكيكِ حتى ألقاكِ ... لكن كنتِ أنتِ يا أمي  تحبسين الدمعةَ في داخلكِ لكي لا  تشعرينا أنكِ تبكي لكي لانحزن معكِ ... يا أروع النساء يا من كنتِ تمنحين قلبي الحب وتزودهُ ابتسامتكِ بالحياة ... أمي يا واحة الحب وقَصر العواطف ونبع الشوق صوتكِ ما أحلاه  ... تسكنين في داخل مشاعري لا اقدر أن أتجنب شوقي إليك وحرقة  ألآآه  ... يا بلبلةَ الصباح ويا من كنتِ تنسجين لقلبي من أعماقكِ ليلهُ ومساه .. فعلمتيني كيف أحترم الناس .. وعلمتيني الدين والأخلاق ... وعلمتيني كيف أحمل الأمانة ..و كيف أحب وطني وشوقتني له عندما كنتُ في الغربة .أنتِ روضتي ومدرستي وجامعتي وأستاذتي في هذه الحياة ... أُمي يا ارق من خلقهُ الله .. محتاج لحنانكِ فامنحيني إياه ... وأنا على يقين أنكِ لا تستطيعين ...أو إمنحين موتي من يديكِ .. الله الله... ما أجمله وأحلاه .. غريب في مشاعري دون أن تكوني ...فكوني معي لأبحث عن فرحي غريب ... وقريب قلبكِ فمثل  شوقكِ في هذا العالم يصعب لقيآه  ... قلبكِ عظيم ما أصبره على حماقاتي جلَّ من خلقهُ وسواه.أمي أمي كلمتي على طول الزمن فأنتِ قلبي وروحي وعمري وسلواه ... احبكِ ويشهد على حبي ربي .. وكم أنتِ عزيزةٌ على قلبي وكم أنتِ تملكين من هواه .. أمي يا عبير صدري ....يا روحي ويا عمري ويا قلبي عيشه ونسيم عشقه وهواه
وأخيراً يا أمي .. نعم وأخيراً ..  لا أملك شيئاً إلاّ أن أقرأ الفاتحة والدعاء والصدقة .. هكذا علمتيني .. رحمكِ الله ورحم الله جميع الأمهات الفضليات  وأسكنكما الفردوس الأعلى ورحم الله  المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . والى جنان الخلد ان شاء الله .
ابنك البار / ابو انس  .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق