رأيته يجلس بعيد .. منطوي على نفسه ..وحيد ..يبتسم ويتجامل من حوله … يبتسم ولكن ابتسامتهغريبة ليس لها المعنى التى نعرفه
عن الابتسامة . انها ابتسامة اصطناعية .مجرد قناع … قناع يلبسه على وجهه يخفى ما فى قلبه .ابتسامة … ابتسامة … ابتسامة ...ابتسامة.. تخفى بين سطورها أحزان وأحزان .ابتسامة تنطوى فيها هموم ومتاعب .ابتسامة يتربع من خلالها حزن شديد على عرش قلبه .انه يتصنع الابتسامة رغم ما يعتصر قلبه من ألم وحزن .. ابتسامة ولكنها ليست بابتسامة …ابتسامة حزينة مرة أخذتنى دهشة كبيرة وأنا أنظراليه وهو يتصنع الابتسامة
الرقيقة الحزينة فى الوقت نفسه .ابتسامة جديدة من نوعها أدهشتى وأجبرنى على سؤاله .فضول شدنى لأعرف ما وراء تلك الابتسامة المصطنعة
المرتسمة على ذلك الوجه الحزين نظرت فى عينيه فاذا ببريق دمعة بعيدة دمعة مليئة بالحسرة واللوعة والندم .انتابنى شعور غريب مما زاد من الفضول عندى للمعرفة . ولكنه أجابنى دون أن أسأله.!! لأن دمعته التى نزلت على
خده كشفت ما فى قلبه . كشفت عن همومه وأحزانه ومتاعبه التى تحملها . كشفت عن ندمه على ما فات من العمر دون منفعة .كشفت عن ندمه على
الليالى التى قضاها فى المعاصي والاثام مع أصدقائه كشفت عن ندم كبير على ساعات وساعات ضيعها فى بعده عن
الله .دموع حارقة من القلب قبل العين … انها دموع الندم ويالها من دموع غالية
… ان دموع الندم يورث عزما وقصدا وقوة فى النفس وعزة لها . هى جعلت قلبه يتوجع عندما شعر بفوات الأوان
.. ودموعه توارت وراء ابتسامة حزينة ومرة ولكنها قريبة
وحارة ..
أخوانى وأخواتى التوبة عظيمة وغالية فتوبوا جميعا لله
..واجعلوا قلوبكم تتوجع لبعض الوقت عند شعوركم بفوات
الأوان ..ابكوا كثيرا على ما فاتكم ..لأن البكاء يشفى القلوب
وينقيها ..أخوانى في الله أنبهكم لله وأبغي بهذه وجه الله فأتمنى
ألا أكون قد أثقلت عليكم بكلماتي هذه فهي لي ولكم على سواء أفادنا الله وإياكم ......((( ألا يا نفس ويحك ساعديني ..... بسعي منك في ظلم الليالي ...لعلك في القيامة أن تفوزي ... بطيب العيش في تلك العلالي .!!! )))