الإمام العادل ممن يظلهم الله في ظله
عن أبي هريرةرضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال
سَبْعَةٌ يُظِلُّهُم اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ, إِمَامٌ عَادِلٌ
وَشَابٌ نَشَأَ فِيْ عِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالمَسَاجِدِ
وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِيْ اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ
وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتَ مَنْصِب وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنَّي أَخَافُ اللهَ
وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ
مَا تُنْفِقُ يَمِيْنُهُ, وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيَاً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ
أخرجه البخاري
في يوم القيامة تجتمع الخلائق للعرض على الله تعالى
ويكون الهول فيه عظيماً, ويبلغ الكرب في النفوس مبلغاً لا يعلمه إلا الله
تعالى, وفي هذا الهول والشدة يختص الله تعالى مجموعة من الناس
برحمته ويظلهم بظله, لأنهم رغم ما توفر لهم في الدنيا من وسائل
المغريات الدافعة إلى ارتكاب المعاصي فقد امتلأت قلوبهم بخشية الله
ومراقبته, فالتزموا بطاعته وحرصوا على رضوانه, فتميزوا عن
غيرهم يوم القيامة بهذه المنزله الرفيعة وهذا الفضل العظيم
وفي هذا الحديث بيَّن لنا الرسول صلى الله عليه وسلم سبعة أصناف
من الناس نالوا هذا الفوز العظيم. ومنهم بل أولهم الإمام العادل
حثَّ الإسلام على العدل في الحكم, قال تعالى
إَنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ
أَنْ تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ
النساء 58
والحاكم العام يتوفر له من قوة السلطان ما قد يدفعه إلى الظلم والطغيان
والتسلط, فزمام رعيته بيده ومصالحهم تحت تصرفه, وفي صلاحه
صلاح الأمة وفي فساده فسادهم, لكن الحاكم المراقب لربه يستعمل
قوته وسلطانه لنشر العدل بين رعيته فيعطي كل ذي حق حقه
وينهض بواجباته كاملة, وفي مقدمتها الحكم بين الناس بمنهج الله وشرعه
وبذلك كان أحد السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الإمام العادل منها قوله
صلى الله عليه وسلم
إِنَّ الْمُقْسِطِيْنَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُوْرٍ الَّذِيْنَ يَعْدِلُوْنَ فِي حُكْمِهِمْ
وَأَهْلِيْهِمْ وَمَاْ وُلُّواْ
ومنها أنه أحد الثلاثة الذين لا ترد دعوتهم
ومن أهم صفات المؤمن أن يكون عادلاً في كل ما يصدر عنه من
قول أو فعل أو شهادة, مع الناس جميعاً, فلا تدفعه عاطفة الحب
إلى المحاباة بالباطل, ولا تمنعه عاطفة الكره من الإنصاف
وإعطاء الحق لمن يستحق
قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ كُوْنُواْ قَوَّامِّيْنَ لِلهِ شُهَدَاءُ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنْئَانُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللهً
إِنَّ اللهَ خَبِيْرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
المائدة (8 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق